وقف فجأة.. بدأ يحدثني بكلمات غير مفهومة.. وجدتني أصغي بانتباه إلى كل كلمة يتفوه بها.. إنني أشعر أنني فقدت توازني الفكري عزيزتي.. كأنني مجرد ريشة في مهب الريح.. نظرت إلى ملامح وجهه..
صدمني البريق الذي تشعه عيناه.. لقد اختل توازنه منذ أن قررنا الهجرة سويا.. قدمنا إلى بلد ً الدون كيشوت ً بحثا عن العمل.. مرور السنوات جعله متيقنا من انقلاب بعض الأسس التي كان يعتمد عليها في سلوكه وتفكيره.. ردد.. أتعلمين أن أفكاري بدأت تتصارع.. بين البقاء هنا أو العودة.. أهدافي بدأت تتنافر.. فاجأتني عيناه المغرورقتان بالدموع.. أحسست أنه بكى أمامي اليوم مضطراً.. للمرة الأولى أيقنت أن شيئاً ما في داخله بات يعذّبه.. معالم الحزن ما غابت يوما عن وجهه بعد أن تركنا أرض وطننا الحبيب.. خرج ككل يوم لإستنشاق نسمة هواء عليل.. أسرعت الخطى.. فتحت تلك النافذة المغلقة لأنظر إلى بعيد نظرات شاردة تحوم في فضاء ليس له حدود..
إنتهت
منقووووووووله
بقلم: مدير المنتدى